جاء القرآن الكريم والسنة النبوية من أجل تبيين الخير والطريق الصحيح للناس ، ومن أجل ذلك بعث الله سيدنا محمد " صلى الله عليه وسلم " ليكون خير قائد للأمة الأسلامية ومن أجل تعليم الناس قواعد وأصول الحياة الصحيحة ، فجاء الدين الإسلامي ليحرم وينهى عن الكثير من الأعمال التي كان أهل الجاهلية يقومون بها قبل البعثة الإسلامية ، وكان من أهم هذه الأمور التي حرمت الزنا والخمر والميسر وغيرها من أمور الضلال ، كما أن المأكولات التي نأكلها أيضاً قام الدين الإسلامي بتحريم البعض منها ، مع البيان لسبب التحريم ، ومن أمثلتها أكل لحم الخنزير و أكل الحيوانات الميتة وبعض أنواع الحيوانات أيضاً . (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) سورة المائدة أية (3).
جاءت هذه الآية الكريمة لبيان بعض الأطعمة المحرمة على الانسان ، وكما ذكرت الآية فقد جاءت بعشرة أصناف ، وهي كالآتي :
أكل الميتة : وهي الحيوان الذي لقي حتفه قبل الذبح ، أي أن بعض الحيوانات قد تموت لسبب معين مرض مثلاً أو حادثة ، فلا يجوز في هذه الحالة أكلها على الإطلاق ، وإنما يجب أن تذبح الذبيحة ومن ثم يؤكل لحمها ، ولكن هذه الآية لا تشمل السمك ، حيث أن السمك يموت فور خروجه من البحر ، أو الجراد ، فهذه المأكولات طاهرة ويجوز أكلها وهي ميتة ، أما الأمور الأخرى فلا يجوز فيها الأكل بعد الموت ، ولكن يستطيع الانسان أن يستفيد من الأمور الأخرى الموجودة من الحيوانات مثل الشعر والعظام والجلود ، حيث أن هذه الامور طاهرة ، ولا دليل فيها على النجاسة .
الدم ، حرم الله أكل الدم أو أكل اللحوم التي تحتوي على الدماء ، واكتشف العلماء فيما بعد أن سبب التحريم هو أن الدم هو أنسب بيئة لنمو الميكروبات والجراثيم والتي قد تنتقل إلى جسم الإنسان عندما يأكل من الدم ، والدم المحرم هنا ليس دم الميتة وحسب، بل دم الذبيحة أيضاً ، أي الدم الذي يخرج من الذبيحة عند ذبحها ، أما الدم المتبقي في العروق واللحم ، فقد سمح به لأنه يطهى .
لحم الخنزير : حرم أكل لحم الخنزير لأنه يحتوي على العديد من القاذروات والنجاسات ، حيث ان طعام الخنزير كله من القاذورات المحيطة به ، كما أن معظم حالات التسمم تكون ناتجة عن أكل لحم الخنزير أو دهونه ، مما يسبب حدوث حالات مرضية شديدة قد تؤدي إلى الوفاة في غالب الأحيان .
ما أهلّ به لغير الله ، والقصود هنا أن الذبيحة يذكر عليها اسم الله ، ولكن ما لم يتم ذكر اسم الله عليه فهو لغير الله ، ولا يجوز أكله مطلقاً .
المنخنقة ، وهي الحيوان الذي مات بسبب انقطاع الهواء عنه ، فمات خنقاً ، والأصح أكل ما تم ذبحه .
الموقوذة ، أي الحيوان الذي تم ضربه فمات مضروباً ، فلا يجوز أكله ، لأنه كما ذكرت مسبقاً لا يجوز أكل أي حيوان سوى الذي تم ذبحه .
المتردية ، وهي التي سقطت من مكان عالي مما أدي إلى موتها كنتيجة لسقوطها من أعلى .
النطيحة ، وهي من ماتت نتيجة عراك مع حيوان آخر ، فقاد بنطحها الأمر الذي أدى إلى وفاتها فلا يجوز أكل لحمها .
ما أكل السبع ، أي من جرح من حيوان آخر من الحوانات المفترسة ، إلا من تم إدراكه قبل أن يموت ، وتم ذبحه .
ما ذبح على النصب ، وهنا المقصود الأعمال التي كان يقوم بها أهل الجاهلية من ذبح الذبائح من أجل التقرب للآلهة ، وهو كل ما عبد من دون الله .
الجمعة 13 فبراير 2015, 5:50 am من طرف ☠ sнαɒσω ☯